الإبمان بأحكام الرحمن

بسم
الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين أنزل كتابه ليخرج الناس من
الظلمات إلى النور وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم أما بعد :

إن الله تعالى قد أنزل كتابه متضمنا لشريعة يحيى الإنسان بها على هدى ونور
من ربه ,شريعة ذكر الله فيها الحلال والحرام والفرائض والحدود ليعم العدل
والأمن بين الناس في الأموال والأعراض والدماء ,وبمجرد الخروج عن هذه
الأحكام يقع الظلم, يقول تعالى( ومن لم يحكم بماأنزل الله فأولئك هم
الظالمون).
وأماإنكار هذه الأحكام واستحلال الحرام فإنه تكذيب بآيات الله وسوء ظن
بالله تعالى يقول تعالى( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ).


و قد جعل النبي صلى الله عليه وسلم تحليل الحلال وتحريم الحرام والإيمان بالأحكام شرطا في دخول الجنة.

عن جابر رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم
أزدعلى ذلك شيئا أأدخل الجنة. قال: نعم رواه مسلم.

ولما استحل المشركون الميتة بالظنون الكاذبة وعابوا على المسلمين الذين
يحرمون ما حرم الله تعالى بقولهم : ما قتلتم بأيديكم تأكلونه وما قتل الله
لا تأكلونه. حذر الله المسلمين من اتباع شبههم وأخبر بأنها من وسوسة
الشياطين بقوله تعالى( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ) .
وبين عز و جل أن طاعتهم في تحليل الحرام وإنكار الأحكام شرك بالله تعالى
يقول الله تعالى (وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ).


ولهذا جعل العلماء رحمهم الله التصديق بالأحكام الشرعية والإعتراف بها أصلا للإيمان.

يقول الطحاوي : ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي
صلى الله عليه وسلم معترفين وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين.
بل لا لايتم إيمان العبد بالقرآن حتى يقر بأن أحكامه عدل لا ظلم فيها ,وأن
أخباره صدق لا كذب فيها يقول الله تعالى (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا ) .


ولخطورة المسألة وجب على المسلم أن يكف لسانه عن جميع الكلام المتضمن
لإنكار أحكام شريعة الله تعالى والطعن فيها, وفي مثل ذلك يقول النبي صلى
الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ( وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو
قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم). رواه الترمذي وقال :حسن صحيح .

ولما صدر عن بعض الناس كلاما في حكم الله ورسوله, نزل الوحي من السماء
يبين أن الإنسان حين رضي بالله ربا وحكما فوجب عليه التحاكم إلى الله
ورسوله واعتراضه عن بعض الأحكام يظهرضعف إيمانه بالله, ولن يبلغ درجة
الإحسان حتى يسلم أمره كله لحكم الله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا
تسليما ) و الحمد لله.